الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية مختصّون يقيّمون فيديوهات «داعش»: بصمات هوليووديّة بعقلية متخلفة!

نشر في  18 فيفري 2015  (10:20)

أثار الفيديو البشع الذي عرضه تنظيم داعش الإرهابي عند ذبح مواطنين مصريين في ليبيا العديد من الأسئلة المهمة حول التقنية الرفيعة المستخدمة في انجاز هذا الفيديو الذي يضاهي أفلام هوليوود من ناحية المؤثرات الصوتية والاخراج، وللملاحظ أن يتأكد من أن عملية مونتاج ذلك الفيديو المروّع لم تكن عملا سهلا، نفس الأمر بالنسبة لاخراج فيديو حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة.
وبعيدا عن المغزى والمضمون حيث بات جليا للعيان أن هذا التنظيم الارهابي يسعى من خلال نشره لهذه الفيديوهات الى ادخال الرعب داخل كل مواطن عربي، فان الفيديو المنشور مؤخرا كان عالي الجودة من الناحية التقنية اضافة الى انه كان مصحوبا بترجمة مكتوبة على الشاشة حيث تحدث أحد الدواعش باللغة الانقليزية.
ويتضح من خلال الفيديو المصور استخدام التنظيم معدات تصوير متطورة مثل «الكرين» وهى أحد معدات التصوير المتطورة جدا، و»سلايدر» وهى وسيلة تمكن المتلقي من عرض صور بشكل متعاقب، وكاميراهات حديثة عالية الدقة، إضافة لاستخدام مؤثرات صوتية وبصرية بشكل احترافى بحت، والتصوير من عدة زوايا مختلفة للعملية الإرهابية ولعملية مونتاج الفيديو..
مؤثرات صوتية وعرض بطيء، أو ما يسميه المختصون بالـ»سلو موشين»، فضلا عن تقنيات الصورة، وإضاءتها، تحتاج إلى خبراء تقنيين» لإنجازها، وهنا نطرح السؤال الأهم :»من يخرج أفلام داعش الدموية بهذه الطريقة الهوليودية وماهي التقنيات المستعملة  ؟»

النوري بوزيد:  حرفية وتقنية عالية

أكد المخرج السينمائي النوري بوزيد أن تسجيلات الفيديوهات التى يبثها تنظيم الدولة «داعش» تعتمد على تقنيات عالية وتنم عن حرفية المشتغلين عليها، مضيفا أن التقنيين الذين أنجزوا هذه الفيديوهات اعتمدوا تقنيات عصرية جدا ومستحدثة.
وأضاف بوزيد أن المشاهد التي تظهر في هذه الفيديوهات أشبه بمشاهد أفلام هوليوود، مبينا أن فريق العمل لا يمكن أن يكون من جنسيات عربية، معللا ذلك بأن النظرة والفكرة التي انجزت بها هذه الفيديوهات لا يمكن أن يقدمها رجل اعلام عربي، واستدرك محدثنا قائلا ان التقنيات حديثة للغاية لكن المضمون متخلف جدا وبشع .
ورأى النوري بوزيد أن فيديوهات «داعش» تفوقت على كافة الفيديوهات، التي تبثها الجماعات الإرهابية، مثل تلك التي كان يبثها تنظيم القاعدة، مبينا أنه من الواضح أن «داعش» لديها فريق عمل متخصص في صناعة الأفلام، و»بصرف النظر عن جودة أدواتها، إلا أنها تكشف عن وجود محترفين تقنيين لديها»
وأفادنا النوري بوزيد ان التقنيات التي انجزت بها هذه الفيديوهات تذكره بالتقنيات التي يستعملها البريطانيون في الومضات الاشهارية، مضيفا انه من الوارد جدا ان تكون داعش قد وظّفت اشخاصا لهذه المهمة بمقابل مالي وذلك بهدف ادخال الرعب في الشعوب العربية لانه وحسب تأكيده فان داعش تستهدف المسلم العربي لا غير .
وأشار بوزيد الى أن «داعش» وبعد اعتمادها على كل هذه التقنيات المتطورة باتت لغزا محيرا وليس مجرد تنظيم ارهابي.

عبد الستار المسعودي: «داعش» يستخدم أحدث تقنيات التصوير

من جهته أقر الأستاذ والمختص في مؤثرات الصورة عبد الستار المسعودي بحرفية العاملين في إعداد أفلام «داعش»، مبينا أنه من الواضح وجود فريق عمل متخصص بين صفوف عناصر هذا التنظيم، يتقن صناعة الأفلام .
وأبرز محدثنا أن التقنيات المستعملة ذات جودة عالية وتبرز بالكاشف حجم التمويلات التي يعتمدها هذا التنظيم الارهابي، حيث بيّن أن نوعية الكاميرا المعتمدة من أجود الأنواع وأبهضها ثمنا، مشيرا الى أن المخرج السينمائي عادة ما يكرّر المشهد عشرات المرات حتى تكون النتيجة بتلك الجودة التي يقدمها ّداعش» في فيديوهاته، كما كشف أن المتمعّن في هذه الأعمال يلاحظ اعتماد أكثر من كاميرا وأكثر من زاوية .
كما أكد الأستاذ عبد الستار أن عمليات المونتاج تنم على حرفية عالية وعمل شاق ومتقن، مبينا أن «الدواعش» لم يفوتوا أدق التفاصيل في هذه الفيديوهات على غرار نوعية الخناجر والللباس الموحّد وغيرها من الجزئيات التي لا ينتبه اليها سوى المحترف، مشيرا الى أنه من المستحيل أن يكون مخرج هذه الاعمال شخص هاو بل على قدر عال من الحرفية .
من جهة أخرى أكد محدثنا أنه لا يستبعد أن يكون هذا التنظيم قد اعتمد على اخصائيين في علم النفس والاجتماع للتدقيق في كل التفاصيل التي من شأنها أن تؤثر في المتلقي وتثير فيه الرعب .
وبين محدثنا أن مؤثرات الصورة من ألوان والتوظيب الركحي والمؤثرات الصوتية موظفة بطريقة لا تدع مجالا للشك أن منجزها محترف.
واشار إلى أن هذا الفريق، ومن خلال ما يظهر في فيديوهات «داعش»، يستعمل كاميرات تصوير عالية الجودة، وذات تكلفة عالية جدا، لافتا الى أنه من المؤكد أن هذا الفريق يضم عدة أشخاص، كل واحد منهم متخصص في مجال، فهناك من لديه خبرة في الإخراج، وآخرون في مهمة مساعدة مخرج، فضلا عن منتجين ومتخصصين في المؤثرات البصرية والسمعية.
ختاما نشير الى أن عديد التقارير وخاصة الأمريكية منها شككت ومن خلال عديد التجارب في مصداقية هذه الفيديوهات، مؤكدة ان هذا التنظيم يعتمد على حيل بصرية وسينمائية الهدف منها بث الرعب ...

سناء الماجري